العمل عن بعد

تعتبر الجاهزية المتقدمة لتقنية المعلومات والاتصالات بمملكة البحرين والتبني المبكر لتقنية الحوسبة السحابية منذ عام 2017 من أهم العوامل التي مكنت حكومة مملكة البحرين بالتعامل بمثالية عالية مع جائحة كورونا (كوفيد-19) واستمرارية العمل. حرصت هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، بالتعاون مع مختلف الجهات الحكومية بالمملكة، على ضمان استمرارية العمل بجميع القطاعات والانتقال السريع والسلس لآلاف الموظفين ومئات الآلاف من الطلاب والكوادر التعليمية إلى العمل عن بعد، والحفاظ على الخدمات الحكومية دون انقطاع، ودون الحاجة إلى الإغلاق المؤقت أو الكلي. لذا استمرت الحكومة بتقديم خدمات التعليم والمحاكم وغيرها من الخدمات العامة بكل سهولة من خلال القنوات الرقمية.

كما أن مبادرة وسياسة العمل من المنزل في مملكة البحرين كانت إحدى الأفكار الفائزة في "مسابقة الابتكار الحكومي (فكرة) عام 2018، وتم تبني المشروع من قبل جهاز الخدمة المدنية عبر وتم وضع السياسات المنظمة لتنفيذ هذه الفكرة.

إن اهتمام حكومة مملكة البحرين والتزامها بالتحول الرقمي للخدمات الحكومية وتطوير البنية التحتية الرقمية هو أحد أهم عوامل النجاح في مختلف الظروف والأزمات. فمن خلال هذه الجاهزية الرقمية الرصينة ونقل الأنظمة الحكومية إلى بيئة الحوسبة السحابية مكن الموظفين من الوصول إلى الموارد والأنظمة اللازمة من منازلهم بشكل آمن. علاوة على ذلك، لعبت روح الابتكار وثقافة الفريق الواحد دورا كبيراً في انسيابية العمل وفعالية العمل عن بعد.

إن تعامل مملكة البحرين مع سياسة العمل عن بعد خلال وبعد الجائحة أصبح مثالا يحتذي به دولياً، ويؤكد على أهمية الاستثمار في التحول الرقمي والبنى التحتية التقنية الرصينة، بصفتها أدوات ليست لإدارة الأزمات فحسب، بل أساس لتطوير كفاءة العمليات الحكومية في العصر الحديث. كما أن تجربة المملكة هي شهادة على أن القيادة الحكيمة والجاهزية التقنية لها لدور كبير في تحويل التحديات إلى فرص للتقدم والازدهار.