التعاون والمشاركة في العمل المناخي
الجهود والمشاركة المجتمعية في العمل المناخي

مع تسارع جهود مملكة البحرين في مسيرتها نحو مستقبل مستدام، أطلقت المملكة مبادرة "صفاء"، وهي منصة رقمية جديدة ومتقدمة لتعويض الانبعاثات الكربونية تهدف إلى تمكين الأفراد والمؤسسات من اتخاذ خطوات فاعلة لمواجهة التغير المناخي. وقد تم تطوير هذه المنصة ضمن محفظة شركة ممتلكات للاستدامة البيئية، وهي الذراع الاستثماري لمملكة للبحرين، لتعزيز مكانة المملكة كمركز إقليمي رائد في مجال الابتكار المناخي والتنمية المستدامة.
من الوعي إلى التنفيذ
تقدم منصة "صفاء" الرقمية مجموعة الأدوات الشاملة المرتكزة على العمل المناخي، والتي تتضمن ثلاث خطوات رئيسية: الاحتساب، التعويض، والتقليل، حيث تساهم الأداة الأولى باحتساب الانبعاثات الكربونية للأفراد أو المؤسسات من خلال حاسبة متخصصة تعطي تصوراً دقيقاً للبصمة الكربونية. أما أداة التعويض، فتقدم للمستخدمين خيارات لتعويض الانبعاثات الكربونية غير القابلة للتجنب من خلال دعم مشاريع مناخية مستدامة متنوعة. كما توفر أداة التقليل، معلومات ومصادر معرفية شاملة لمساعدة الأفراد والمؤسسات على فهم وإدارة البصمة الكربونية وتقليل الانبعاثات بوسائل فعالة ومستدامة.
ومن خلال هذه المنصة الرقمية المبتكرة، يمكن للمستخدمين قياس انبعاثاتهم الكربونية بصورة دقيقة، سواء كانت ناتجة عن التنقل الشخصي أو العمليات المؤسسية، وذلك باستخدام حاسبات متقدمة تستند إلى معايير دولية. وبعد إتمام عملية الاحتساب، تتيح منصة "صفاء" للمستخدمين الوصول إلى مجموعة من مشاريع متميزة ومعتمدة للتعويض الكربوني، تشمل دعم استخدام المواقد التي تعمل بالطاقة الشمسية والمستخدمة في مجتمعات اللاجئين، إلى جانب المساهمة في برامج متنوعة لزراعة أشجار القرم. ويتم اختيار هذه المشاريع بكل دقة لضمان تحقيق أعلى مستوى من الأثر الإيجابي على البيئة والمجتمع على حد سواء.
الشراكة نحو التقدم
تحرص منصة "صفاء" على توسيع نطاق الأثر المستدام من خلال تعزيز شراكاتها الاستراتيجية. فعلى سبيل المثال، بادرت مجموعة جي إف إتش المالية بتعويض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون السنوية لجميع موظفيها من خلال شراكتها من المنصة، مما يعكس التزامها نحو الاستدامة البيئية وتوافقها مع الأهداف الوطنية للوصول إلى الحياد الصفري بحلول عام 2060. كما أدرجت حلبة البحرين الدولية خيارات متنوعة للتعويض الكربوني ضمن فعاليات سباقات الفورمول واحد، مما يعزز من فرصة استدامة هذه الرياضة للجمهور وإدارة فعالياتها بشكل مسؤول. تعكس هذه الشراكات الدور المحوري للتعاون المجتمعي في تحقيق الأهداف المناخية الوطنية والدولية.
تعزيز الثقافة المناخية والمشاركة المجتمعية عبر المنصة
إلى جانب دور منصة "صفاء" كأداة لتعويض الانبعاثات الكربونية، تعتبر المنصة قناة أساسية لتعزيز المعرفة حول المناخ، وذلك من خلال محتوى المنصة والخصائص التعليمية مثل حاسبة البصمة البيئية ومجموعة من الدراسات التطبيقية التي تساهم في رفع الوعي البيئي وتعزيز تبني السلوكيات الإيجابية. وقد بدأت المؤسسات التعليمية والمنظمات الأهلية والمبادرات المجتمعية في استخدام موارد "صفاء" لتفعيل مشاركة الشباب في أنشطة بيئية فاعلة مثل حملات تنظيف الشواطئ، وورش العمل حول الاستدامة، وحملات التوعية بأثر الانبعاثات الكربونية، حيث تسهم هذه الجهود في ترسيخ ثقافة المسؤولية المجتمعية والمعرفة المناخية في مختلف أرجاء مملكة البحرين.
التوافق مع الرؤية الوطنية
تعكس منصة "صفاء" التزام مملكة البحرين نحو تحقيق الهدف التاسع من أهداف التنمية المستدامة (الصناعة والابتكار والهياكل الأساسية) والهدف الحادي عشر (مدن ومجتمعات محلية مستدامة)، من خلال دمج الابتكار التكنولوجي مع المشاركة الفاعلة للمواطنين والمؤسسات. كما تعزز المنصة مكانة البحرين كدولة رائدة في البنية التحتية المستدامة والحفاظ على البيئة من الابتكار في العمل المناخي وتسهيل آليات قياس الأثر المناخي، وربطه بالأهداف والمبادرات المحلية، وإتاحة المجال لكل فرد أو مؤسسة أو زائر للمساهمة بشكل فعّال في بناء مستقبل أكثر استدامة ومرونة للمملكة.
الخدمات الإلكترونية
بإمكانك الاستفادة بشكل مباشر و على مدار الساعة من الخدمات الإلكترونية المتاحة لك الانتقال إلى الخدمات الإلكترونية.
دليل الخدمات الحكومية
للاطلاع ومعرفة تفاصيل الخدمات التي توفرها الحكومة عبر مختلف القنوات الاطلاع على دليل الخدمات الحكومية.
تعتبر بوابة البحرين للبيانات المفتوحة منصة متكاملة تعكس التزام مملكة البحرين بالشفافية والابتكار من خلال توفير بيانات حكومية تدعم مبادئ المسائلة واتخاذ القرارات المبنية على البيانات وتوفير فرص الابتكار. من خلال تعزز سهولة الوصول لقوائم بيانات متنوعة و، فإن المنصة تدعم المستفيدين من المواطنين، ورواد الأعمال، والباحثين للمساهمة في التنمية الاقتصادية ودعم عجلة التقدم في المجتمع. كما تعد البوابة منصة رئيسية لتعزيز تبادل المعرفة والتنمية الوطنية الشاملة.
تؤمن مملكة البحرين بأن جميع مكونات المجتمع له دور في عملية تطوير مسيرة التحول الرقمي بالمملكة. لذلك، فإن كل فرد يمكنه المشاركة في عملية التنمية واتخاذ القرارات والمساهمة في التطوير وتقديم المبادرات المبتكرة عبر منصة المشاركة الإلكترونية (شاركنا). ومن خلال هذه العملية التشاركية، فإنه بإمكاننا بناء مستقبل شامل للجميع.
إن التوجه الاستراتيجي لمملكة البحرين واستثمارها في إدارة الأزمات الرقمية، واستمرارية الأعمال والمشاركة المجتمعية تعكس رؤيتها المستقبلية الشاملة والمرنة. من خلال تبني التقنيات المتطورة وتعزيز مبادئ التكافل الاجتماعي والشفافية، فإن مملكة البحرين تبرز كنموذج إقليمي في الاستجابة الفعالة للأزمات وإدارة الكوارث. وتواصل المملكة هذه الجهود المشتركة والمتكاتفة بين الحكومة والقطاع الخاص وافراد المجتمع لتعزيز مكانة البحرين ونموها في التحول الرقمي.
آخر تحديث للمحتوى: ٠٢ سبتمبر، ٢٠٢٥