مدن ذكية وطرق أكثر أماناً

رؤية البحرين المتقدمة في التنقّل الذكي

تواصل مملكة البحرين تعزيز مكانتها الإقليمية كمركز للابتكار العمراني والحوكمة المرتكزة على احتياجات المواطن. وقد شهدت المملكة تطوراً ملحوظاً في أنظمة السلامة المرورية والتنقّل الذكي، ما يعكس التزامها المتواصل بتحسين تجربة التنقل اليومية وتعزيز سلامة الأفراد. وقد سجّلت الإدارة العامة للمرور انخفاضاً بنسبة 60% في عدد الوفيات والإصابات الناتجة عن الحوادث المرورية، وهو إنجاز بارز يؤكد فاعلية الاستراتيجيات المتبعة في تنظيم حركة المرور والتوعية المجتمعية. كما يجسد هذا الإنجاز رؤية المملكة الاستراتيجية وقدرتها على توفير بيئة مرورية آمنة وتجربة رقمية متقدمة.

البنية الأساسية للنقل الذكي

اتخذت مملكة البحرين خطوات متقدمة نحو تطبيق حلول تنقّل ذكية في شبكة الطرق. فقد أطلقت كلّ من هيئة تنظيم الاتصالات ووزارة الأشغال عددًا من المبادرات المشتركة، من بينها إشارات مرور ذكية وممرات عبور مشاة مزودة بمستشعرات متطورة. وتهدف هذه المبادرات إلى تسهيل حركة المرور، والحد من الازدحامات المرورية، وحماية جميع مرتادي الطرق، وخصوصاً الفئات الأكثر عرضة للخطر. ويؤكد هذا التوجه الرقمي جاهزية مملكة البحرين لتبني البنية التحتية الذكية ضمن خدماتها الحكومية، بما يتماشى مع المعايير الدولية ورؤية البحرين 2030.

تعزيز التواصل: منصة رقمية لبلاغات المواطنين

في ظل توفر بنية تحتية متقدمة وسياسات مرورية متطورة، تؤمن مملكة البحرين بضرورة وجود منصة رقمية موحّدة تتيح للمواطنين والمقيمين الإبلاغ الفوري عن الحوادث المرورية أو حالة إشغال الطرق والتي تشكل فرصة لتفعيل المشاركة المجتمعية من خلال إطلاق منصة رقمية خاصة للملاحظات والتبليغ عن الحوادث المرورية.

تتيح هذه المنصة إمكانية التبليغ عبر القنوات الرسمية المتعددة، مثل البوابة الوطنية، أو التطبيقات الحكومية، أو حتى قنوات التواصل  مثل تطبيق الواتساب (WhastApp)، مما يتيح للجهات الجهات المعنية الاستجابة الفورية لهذه الحالات وتعزيز آليات التواصل والشفافية.

ملامح المنصة

ستوفر المنصة تجربة رقمية سهلة وآمنة للمستخدمين، وتضم خريطة تفاعلية تتيح تحديد موقع الحادث بدقة مع إمكانية إرفاق صور أو مقاطع فيديو قصيرة تدعم البلاغ. وستعتمد المنصة على تقنيات دقيقة لتحديد الموقع الجغرافي لضمان جمع بيانات موثوقة، كما سيتم ربط المنصة بمنظومة المفتاح الإلكتروني (eKey) لضمان حماية البيانات وتأكيد هوية المستخدمين. كما سيساهم تكامل المنصة مع الأدوات الحالية لإدارة الحركة المرورية في الاستخدام الأمثل للموارد وتعديل توقيت الإشارات المرورية وتطبيق التحويلات المرورية بشكل فوري، مما يعزز سلامة وكفاءة الحركة المرورية.

الممارسات العالمية وأهداف التنمية المستدامة – الهدف 11

تُعد المنصات الرقمية المخصصة للتبليغ والمشاركة المجتمعية من أبرز الممارسات المعتمدة دولياً والتي تساهم بشكل فعال في دعم التنمية الحضرية وتحقيق مدن أكثر استدامة ومرونة. يأتي ذلك تماشياً مع توصيات تقرير الأمم المتحدة للحكومة الإلكترونية 2024 والذي أكد على أهمية التفاعل الفوري مع الجمهور كعنصر أساسي لتعزيز الشمولية والمرونة في المدن. ومن خلال تطوير منصة وطنية للتبليغ عن الحوادث وحركة المرور، تُسهم مملكة البحرين مباشرة في تحقيق الهدف 11 من أهداف التنمية المستدامة: "مدن ومجتمعات محلية مستدامة"، وبشكل خاص في الغايتين 11.2 (الوصول إلى نظم نقل آمنة ومستدامة للجميع) و11.3 (تعزيز التخطيط الحضري الشامل والمستدام).

تعزيز الرؤية الوطنية

تعكس فعاليات المعنية بالتنمية الحضرية مثل قمة البحرين السنوية للمدن الذكية التزام مملكة البحرين المستمر بالحوكمة الذكية وتعزيز الابتكار وتكامل البنية التحتية. وقد أكد كبار المسؤولين  خلال القمة على أهمية الذكاء الاصطناعي والتفاعل المجتمعي المستمر كمحرّكات أساسية نحو تحقيق التنمية المستدامة وتحسين جودة الحياة. وتتماشى المنصة المقترحة للتبليغ عن الحوادث والحركة المرورية مع هذه الرؤية، باعتبارها أداة استراتيجية لتعزيز المشاركة المجتمعية وتقديم خدمات حكومية استباقية.

من الرؤية إلى التطبيق

من خلال تحليل البيانات التي توفرها المنصة، يمكن للجهات الحكومية تحديد مواقع الحوادث المتكررة، ومناطق الازدحام والنقاط التي تشكل خطرًا على سلامة المشاة. وتسهم هذه التحليلات المبنية على البيانات توجيه الدوريات المرورية بشكل أكثر فاعلية وتحسين جداول صيانة الطرق، وتحديد أولويات الاستثمار في البنية التحتية بما يضمن الاستخدام الأمثل للموارد.

الطريق نحو التقدم

تعكس المبادرات الذكية التي تتبناها مملكة البحرين التزامًا راسخًا بتعزيز سلامة المجتمع وجودة الحياة. وتشكل منصة التبليغ عن الحوادث المرورية خطوة محورية جديدة نحو تطوير كفاءة التنقل والتنمية الحضرية وتعزيز الثقة بالخدمات الرقمية الحكومية. ومن خلال تبني أدوات رقمية متقدمة، والاستفادة من البنية التحتية المرورية الذكية، وتعزيز ثقافة المشاركة الرقمية، تواصل البحرين رسم ملامح مدن أكثر أماناً وذكاءً واستدامة، تماشياً مع أهداف التنمية المستدامة ورؤية البحرين 2030.