التعليم والتدريب

التعليم النظامي

تفتخر مملكة البحرين بريادتها في مجال التعليم في المنطقة منذ عام 1919 مع إطلاق أول تعليم نظامي في البحرين. وتمتاز المملكة بنظام تعليمي قوي وشامل دون تمييز ومعترف به دولياً، وقد بلغ معدل القرائية في المملكة 95٪، مما ساهم في تبوء المملكة مراتب عالية في مؤشر التنمية البشرية.

إلزامية التعليم

التزامًا بقانون التعليم في مملكة البحرين رقم 27 لعام 2005، المادة 6 والمعني بالتعليم للجميع، تقدم البحرين تعليمًا مجانيًا وعالي الجودة في المدارس الحكومية لكل من المواطنين البحرينيين والمقيمين من غير البحرينيين. ويشمل ذلك دمج الطلاب من ذوي الهمم (الاحتياجات الخاصة) في مدارس مجهزة تجهيزًا متكاملاً، لضمان إمكانية حصول الجميع على التعليم الجيد، وعدم ترك أي شخص خلف الركب، وذلك تماشياً مع الخطة الاستراتيجية للتعليم 2023-2026 الصادرة عن وزارة التربية والتعليم.

ويمتد التعليم الإلزامي لمدة تسع سنوات (التعليم الأساسي)، ويشمل المرحلتين الابتدائية والإعدادية، ويتبعه ثلاث سنوات من التعليم الثانوي بمسارات مختلفة ومن ثم التعليم العالي. يعتبر التعليم الأساسي إلزامي بموجب القانون لمدة تسع سنوات بدءًا من سن 6 سنوات، (التعليم الابتدائي). وبعد الانتهاء من المستوى الثانوي، يمكن للطلاب بدء مسيرتهم في التعليم العالي.

لم تدخر مملكة البحرين جهدًا للاستثمار في قطاع التعليم لمواكبة التوجهات العالمية التي تعيد تشكيل التعليم والتعلم في جميع أنحاء العالم وتعيد تعريفه، بما يتجاوز الأساليب التقليدية. ولهذا السبب، قامت المملكة بتوفير جميع الموارد والوسائل اللازمة لوضع البنية التحتية الحديثة التي تدعم التقدم التكنولوجي، والارتقاء بالمناهج الدراسية، وتعزيز أساليب التدريس وممارسات التعلم.

أطلقت وزارة التربية والتعليم برنامج التمكين الرقمي في التعليم في عام 2015. وجاء البرنامج بالتزامن مع إطلاق أهداف التنمية المستدامة في عام 2015، ويرتكز على الإبداع والتكنولوجيا وتعزيز المعرفة من قبل جميع أفراد المجتمع كأساس لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

يتضمن برنامج التمكين الرقمي في التعليم العديد من مبادرات التمكين الرقمي مثل البوابة التعليمية، وهي منصة وطنية للتعليم الإلكتروني والتي تم تطويرها من قبل فريق عمل وزارة التربية والتعليم وتم إطلاقها في عام 2015. تم توفير المنصة لخدمة جميع المدارس الحكومية وتهدف إلى تحسين جودة التعليم في مملكة البحرين. وتحتوي المنصة على العديد من المميزات الإدارية والتعليمية، والتي ساعدت في تحسين التعليم والتعلم من خلال التعلم الإلكتروني وتعزيز التعلم الذاتي للطلاب. كما استبدلت المواد التعليمية التقليدية بالمواد الرقمية وتعزيز مشاركة أولياء الأمور في الحياة الأكاديمية لأبنائهم.

ساهمت البوابة التعليمية في استمرارية العملية التعليمية بسلاسة خلال جائحة كورونا COVID-19 دون انقطاع للتعليم. وبالإضافة إلى ذلك، أطلقت وزارة التربية والتعليم مبادرة "مكتبتي الرقمية" التي تهدف إلى استضافة ونشر المحتوى الرقمي المتميز من إنتاج المعلمين والطلاب في المدارس الحكومية، وقد فازت هذه المبادرة بعدة جوائز مثل جائزة المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو) للموارد التعليمية الرقمية المفتوحة لعام 2018 وجائزة التميز الحكومي العربي في يناير 2023 لأفضل مشروع حكومي عربي لتطوير التعليم.

كما وتولي هذه المبادرة اهتماما كبيرًا لإشراك الجميع في إنتاج المحتوى التعليمي الرقمي كمورد تعليمي مفتوح (OER)، يتم تقييمه واعتماده وفقا لمعايير ومؤشرات وسياسات محددة. كما تضمن المبادرة جودة الإنتاج الوطني للمحتوى الرقمي من حيث التعليم والتكنولوجيا، ونشره على موقع مكتبتي الرقمية للاستفادة منه من قبل الجميع. وتم الإشادة بهذه المبادرة في تقرير الموارد التعليمية المفتوحة الصادر عن اليونسكو (الفصل 2).

كما تولي مملكة البحرين اهتماماً كبيراً بتقديم خدمات التعليم للأشخاص من ذوي الهمم (الإعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة) في المدارس الحكومية في المملكة، حيث توفر لهم مرافق دراسية مجهزة تجهيزا متكاملاً كما وتوفر المعلمين المتخصصين لضمان المشاركة السلسة في عملية التعليم لهذه الفئة التي تعتبر جزءاً لا يتجزأ من المجتمع.

إن النمو المتسارع في قطاع التعليم في مملكة البحرين ساهم في نمو الاستثمار في التعليم، مما يجعله فرصة ثمينة لمؤسسات التعليم الدولية للاستفادة من هذا النمو في منطقة الخليج العربي. وبفضل التعليم المتميز في مملكة البحرين ووجود أقدم نظام تعليمي في المنطقة، وبفضل الاقتصاد الديناميكي في البحرين والبيئة الجاذبة للأعمال، توفر المملكة فرصا كبيرة للاستثمار في التعليم، لا سيما في التعليم العالي المتخصص والتدريب المهني.

ومواكبةً للتطورات التكنولوجية المتطورة، أطَلقتَ العديد من الجامعات، كجامعة البحرين وبوليتكنك البحرين وكلية البحرين للمعلمين وغيرها من مؤسسات التعليم العالي، برامج أكاديمية في التقنيات الناشئة مثل الحوسبة السحابية والذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني إلى جانب مختبرات الابتكار. وقد وقعت بوليتكنك البحرين اتفاقية شراكة مع شركة أبل العالمية لإنشاء أول مركز تدريب في مملكة البحرين معتمد من شركة أبل، والذي مقره في الحرم الجامعي، حيث سيقدم المركز دورات معتمدة من شركة أبل للطلاب والمهنيين في البحرين المهتمين بتطوير مهارات البرمجة والتصميم. علاوة على ذلك، تساعد كلية البحرين للمعلمين على توفير معلمين مؤهلين لإخراج كوادر بشرية في البحرين قادرين على الابتكار والمنافسة والإبداع.

التدريب

تحتل مملكة البحرين المرتبة الثانية عربيا والمرتبة 35 عالميا في مهارات القوى العاملة وفقاً لمؤشر التنمية البشرية 2022. ، مما يعكس تميزها في برامج التدريب وذلك تماشياً مع أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة. إلى جانب ذلك تركز البحرين على تعزيز مهارات القوى العاملة لتلبية متطلبات سوق العمل المتطورة، وسد فجوات المهارات من خلال برامج متخصصة، مثل التفكير النقدي والابتكار.

كما ويعد صندوق العمل (تمكين) أحد الركائز الأساسية للمشروع الإصلاحي الوطني في مملكة البحرين ورؤيتها الاقتصادية 2030، والذي يعزز تنمية القطاع الخاص وتزويد البحرينيين بالمهارات المترابطة مع سوق العمل، حيث تهدف تمكين إلى الاستثمار في التدريب ودعم الشهادات الاحترافية لتنمية القوى العاملة الماهرة.

يقدم معهد الإدارة العامة العديد من الدورات التدريبية، بما في ذلك البرامج المتخصصة، وبرامج دعم القيادة، والدورات القصيرة، إلى جانب برنامج تطوير القيادة الوطنية. تم تصميم هذه البرامج للارتقاء بأداء القطاع العام، ومواءمة المهارات مع الاتجاهات المعاصرة، وتعزيز قدرات موظفي الحكومة للتميز في القيادية المستقبلية.

وتشمل مبادرات مملكة البحرين برنامج تنمية الكوادر التقنية الذي أطلقته هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية ووزارة العمل. ويستهدف البرنامج تدريب الخريجين الجدد في مجالات تقنية المعلومات والاتصالات، حيث سيتلقى المشاركون تدريبا مكثفاً على رأس العمل، إلى جانب دعمهم بشهادات احترافية معتمدة دولياً، والحصول على فرصة للعمل في القطاعين العام والخاص كجزء من البرنامج التدريبي.