الشباب

تؤمن مملكة البحرين بأن الشباب هم الركيزة الأساسية لتقدم الأمم، وقد أصبح تمكينهم التزامًا وطنيًا واستراتيجيًا لبناء نهضة مستدامة. إن استراتيجية المملكة نحو الشباب تهدف إلى تقديم الدعم والتأهيل للجيل الصاعد، وتمكينهم لمسك زمام القيادة والابتكار في المستقبل. ومن خلال مبادراتها الواعدة، وآليات الدعم القوية، والبيئة المحفزة، تواصل مملكة البحرين استثمارها في الشباب، لضمان صقلهم وتزويدهم بالمهارات الأساسية والفرص التي تمكنهم من قيادة مسيرة التنمية الوطنية.

الاستثمار الاستراتيجي في الشباب

تدرك قيادة مملكة البحرين بأن الشباب هم المحرك الأساسي للاقتصاد وبناء مستقبل الوطن. ويشمل نهج الحكومة مجموعة واسعة ومتنوعة من المبادرات التي تركز على صقل الشباب وتزويدهم بالمعرفة والمهارات وبناء قدراتهم الابتكارية اللازمة والتي تؤهلهم للنجاح عالمياً. ومن خلال تعزيز ريادة الأعمال للشباب، وتسهيل الوصول إلى التقنيات المتقدمة، وتقديم التوجيه والإرشاد لهم، وفرص التدريب، فإن مملكة البحرين تؤكد التزامها نحو تمكين قدرات الشباب وتأهيلهم لمواجهة التحديات، وإبراز منجزاتهم والاحتفاء بها.

دعم الشباب في ريادة الأعمال

تولي مملكة البحرين اهتماماً بالغ الأهمية بدعم فئة الشباب وتعزيز قدراتهم في مجال ريادة الأعمال، عبر تنفيذ مجموعة من المبادرات الاستراتيجية والمبتكرة. وتسعى الحكومة من خلال هذه البرامج إلى تمكين الشباب البحريني وتطوير مهاراتهم المهنية وبناء قدراتهم القيادية، بما يؤهلهم لمواجهة التحديات العالمية المتجددة. وتعكس هذه الجهود التزام المملكة المتواصل بتأهيل جيل مبدع وقادر على الابتكار، يتمتع بالمرونة والاستعداد للمساهمة الفاعلة في تحقيق مستقبل مستدام.

ويعتبر صندوق الأمل مبادرة طموحة تم تأسيسها بتوجيه من حضرة صاحب الجلالة ملك مملكة البحرين المعظم، بهدف تمكين الشباب البحريني ودعم المشاريع والمبادرات الشبابية، والاستثمار فيها لتعزيز تطلعاتهم وابتكاراتهم التي تساهم في تأسيس وريادة الأعمال والمؤسسات من أجل خدمة مجتمعهم وتحسين دخلهم. ومن خلال ذراعيه الرئيسيين، "مشاريع الأمل" و"مواهب الأمل"، حيث يجسد الصندوق التزامًا وطنيًا بإطلاق الطاقات لدى الشباب وتعزيز الأثر الاقتصادي المستدام.

كما يعتبر برنامج "بيبان"، وهو برنامج تلفزيوني واقعي ريادي من إنتاج مشاريع الأمل، أحد المبادرات المبتكرة لدعم وتمكين مشاريع الشباب من خلال عرض الأعمال والمشاريع الواعدة لدى الشباب أمام لجنة من المستثمرين لفرصة الاستثمار في المشاريع وتطويرها.

كما تلعب وزارة العمل دوراً محورياً في تمكين الشباب البحريني من خلال مبادرات رئيسية التي توفر دعماً شاملاً ضمن ثلاثة برامج مبتكرة: برامج دعم التوظيف للكفاءات الوطنية، برامج دعم التطور الوظيفي للكفاءات الوطنية لزيادة تنافسيتهم في سوق العمل، وبرامج دعم المؤسسات في الابتكار والنمو وزيادة الإنتاجية. وتشمل هذه المبادرات خدمات مثل برنامج التدريب على رأس العمل (فرص) والبرنامج الوطني للتوظيف.

يعتبر مشروع "مدينة الشباب 2030" من أبرز مبادرات وزارة شؤون الشباب، والتي تقدم من خلالها برامج تدريبية وتنموية متميزة للشباب البحريني. ويهدف هذا المشروع المبتكر إلى صقل وإعداد الجيل القادم للمشاركة الفاعلة في مسيرة التنمية الوطنية، وذلك من خلال صقل مهارات الشباب عبر فرص تعليمية وتدريبية متنوعة.

ويهدف "برنامج تنمية الكوادر التقنية"، التي أطلقتها هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية بالتعاون مع وزارة العمل، إلى تأهيل وصقل مهارات الشباب البحريني من خريجي الجامعات والباحثين عن عمل من ذوي التخصصات التقنية. كما تسعى هذه المبادرة الاستراتيجية الواعدة إلى تخريج كوادر وطنية متميزة ومؤهلة في القطاع التقني وفق متطلبات سوق العمل. ويتمثل البرنامج في تقديم فرصة التدريب على رأس العمل المكثف للمشاركين في الإدارات التقنية بالهيئة، مع دعمهم براتب شهري، إضافة إلى حصولهم على شهادات احترافية مهنية معتمدة دوليًا، مما يعزز فرص توظيفهم في القطاعين العام أو الخاص.

تعزيز المشاركة والتفاعل

أطلقت وزارة شئون الشباب مجموعة من المبادرات التي تعكس التزام مملكة البحرين نحو تمكين الشباب ودعم مهاراتهم القيادية. ويأتي المشروع الوطني "لامع" أحد هذه المبادرات المبتكرة والتي تهدف إلى إعداد جيل من القادة الشباب، وذلك من خلال اختيار مجموعة من القيادات الواعدة وإخضاعهم لسلسلة من الاختبارات والبرامج التدريبية المعتمدة دولياً، بما يسهم في بناء قاعدة وطنية شبابية متميزة في مختلف القطاعات والمجالات. كما تسهم خدمة "المستشار" الرقمية في تنمية الابتكار لدى الشباب من خلال إشراكهم في تقديم حلول إبداعية ومستدامة لعدد من التحديات التي تواجهها الجهات الحكومية، مما يعزز من دورهم الفاعل للمشاركة في التنمية والمساهمة في صياغة السياسات وصنع القرار.

يسهم برنامج القيادات الشبابية الواعدة (HIPO-Youth)، الذي تشرف عليه وزارة شؤون الشباب، في تطوير المهارات القيادية لدى الشباب البحريني من خلال توفير برامج تدريبية متقدمة وفرص عملية تعزز من فهمهم وإدراكهم لنماذج القيادة الوطنية في مملكة البحرين، وتمكنهم من اكتساب خبرات عملية مباشرة تسهم في بناء قدراتهم القيادية وتأهيلهم لأدوار قيادية في المستقبل.

كما تحرص مملكة البحرين على إشراك الطاقات الشبابية بفاعلية في صنع السياسات وتوليد الأفكار المبتكرة من خلال مجموعة من المبادرات الوطنية والمؤسسية لابتكار الحلول وتنظيم عدد من تحديات الهاكاثون. وساهم هذه التحديات المعنية بتوليد الأفكار في تمكين الطاقات الشبابية من المساهمة في ابتكار الحلول الإبداعية للتحديات، مما يعكس التزام الحكومة بالشمولية في التنمية وتعزيز دور الشباب فيها.

الريادة على المستوى العالمي: جائزة الملك حمد لتمكين الشباب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة

في إطار رؤية مملكة البحرين نحو التنمية المستدامة العالمية، أطلقت المملكة "جائزة الملك حمد لتمكين الشباب لتحقيق أهداف التنمية المستدامة"، كأول جائزة من نوعها على المستوى الدولي. وتكرّم هذه الجائزة القادة الشباب من مختلف دول العالم ممن كان لهم مساهمات فاعلة في تنفيذ أجندة الأمم المتحدة 2030 للتنمية المستدامة. وتضع هذه المبادرة مملكة البحرين في طليعة الجهود الدولية نحو تمكين الشباب، وتعزيز دورهم في إحداث تغييرات مؤثرة على المستويات المحلية والوطنية والعالمية.

منظومة داعمة وموارد عملية متاحة لريادة الأعمال

تشمل المنظومة الداعمة لريادة الأعمال في مملكة البحرين توفير عدد من الممكنات التي تسهم في دعم ريادة الأعمال لدى الشباب مثل المؤسسات البحرينية لحاضنات الأعمال، ومركز البحرين لريادة الأعمال. وتوفر هذه المؤسسات البنية التحتية الأساسية اللازمة لرواد الأعمال، والتدريب المهني، والإرشاد المتخصص، مما يضمن حصول الشباب المبتكرين على التوجيه اللازم والموارد الداعمة لتحقيق الريادة في أعمالهم.

التزام وطني نحو الشباب

إن التزام مملكة البحرين بتعزيز دور الشباب وتمكينهم لا يقتصر على وضع السياسات الداعمة لذلك. حيث تحتفل المملكة بـ "يوم الشباب البحريني" في 25 مارس من كل عام، تكريمًا لمساهمات الشباب البحريني في مسيرة التنمية الوطنية، وإبراز إنجازاتهم في مختلف المجالات. ويجسد هذا اليوم رؤية المملكة في اعتبار الشباب شركاء أساسيين في رسم مستقبل أكثر إشراقًا وازدهارًا للمملكة.