المسوحات الوطنية

المسح الوطني

هل تساءلت يوما كيف تعزز الدول من دقة بياناتها؟ تشكل المسوحات الوطنية التي يتم تنفيذها وفقا للمعايير الدولية مصدراً أساسياً لمصداقية البيانات.

في مملكة البحرين، تعكس المسوحات الوطنية التي يتم تنفيذها مدى حرص والتزام الحكومة بدقة البيانات ومطابقتها لمعايير التميز الدولية. كما تساهم هذه المسوحات في عملية صنع القرارات السليمة ووضع السياسات المبنية على البيانات الدقيقة، إلى جانب دور المسوحات الوطنية كركائز لدقة أنظمة المعلومات في البحرين، مما يوفر أساسا قويا للتخطيط الاستراتيجي ويساهم في المسيرة التنموية لمملكة البحرين.

يتولى قطاع الإحصاء والسجل السكاني في هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية مسئولية التخطيط والتنفيذ للمسوحات الوطنية بالتعاون مع الجهات الحكومية المعنية، حيث التزمت الهيئة بنجاح في استمرارية تنفيذ ونشر المسوحات الوطنية مثل التعداد السكاني، ومسوح الاستثمار الأجنبي، وأسعار المستهلك، والمسوحات السياحية، والصحية، وغيرها من المشاريع الإحصائية. وتهدف هذه المسوحات إلى توفير بيانات وإحصاءات وطنية دقيقة تعزز من المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية الوطنية والدولية وذات قيمة مضافة إلى الخطط الاستراتيجية الوطنية للحكومة، مما ستساهم في رفع مستوى جمع وتوفير البيانات على النطاق الدولي.

يعد مسح دخل ونفقات الأسرة 2024 أحد أبرز وأهم المسوحات الوطنية التي تصب في الاقتصاد الوطني، ويتم تنفيذه كل عشر سنوات على نطاق وطني. وقد التزمت البحرين بتنفيذ هذا المسح منذ عام 1974 وتم إجراء آخر مسح في عام 2014. كما يعتبر مسح دخل ونفقات الأسرة وأكثر المسوحات تفصيلا، حيث يقيس المستوى المعيشي للأسر في مملكة البحرين بهدف توفير بيانات دقيقة تساهم في صنع القرارات ووضع السياسات والبرامج الحكومية التي تصب في مصلحة المواطنين والمقيمين والمبنية على البيانات الدقيقة.

وتعتبر مملكة البحرين رائدة في القطاع الإحصائي بالمنطقة، فقد بادرت المملكة بتطوير منهجية جمع البيانات الإحصائية وذلك عبر الاستفادة من بيانات السجلات الإدارية، حيث تعد المملكة أول دولة في المنطقة تستكمل المسوحات الوطنية من خلال السجلات الإدارية الوطنية. ويرجع ذلك إلى وجود نظام مركزي متكامل للبيانات الوطنية وترابطها مع الجهات المعنية. كما تعتير البحرين في ريادة المنطقة في إجراء المسوحات من خلال السجلات الإدارية مثل التعداد السكاني، والمساكن، والمباني والمنشآت. وأدت هذه المنهجية المبتكرة إلى تبسيط سرعة المسوح الوطنية ودقة بياناتها. وبهذا النهج، كانت البحرين أول دولة في منطقة الخليج تكمل التعداد السكاني 2020 بنجاح خلال تحديات جائحة كورونا كوفيد-19.

إن المسوحات الوطنية تعتبر أدوات هامة لا غنى عنها في عصر المعرفة واستشراف المستقبل، كما تعكس التزام مملكة البحرين بوضع وتنفيذ الخطط التنموية المبنية على البيانات الدقيقة ووفقاً لأعلى المعايير، مما يساهم في وضع الاستراتيجيات الواضحة للتعامل مع متطلبات المستقبل.