الأمن الغذائي وسلامة الأغذية

هل تعتبر مملكة البحرين نموذجاً للأمن الغذائي في منطقة الشرق الأوسط؟

برز الأمن الغذائي كشاغل رئيسي للتنمية المستدامة والنمو في منطقة الشرق الأوسط التي تواجه تحديات زراعية كبيرة، وقد استجابت مملكة البحرين لهذه التحديات من خلال وضع استراتيجية وطنية ترتكز على تعزيز الإنتاج المحلي وتقليل الاعتماد على الواردات الغذائية.

تعمل وزارة الصناعة والتجارة ووزارة شؤون البلديات والزراعة بجهود متظافرة نحو دعم قطاعي الزراعة والثروة السمكية، بصفتهما عنصران أساسيان في تطوير الأمن الغذائي على المدى الطويل في مملكة البحرين، بالإضافة إلى ذلك، بادرت الحكومة بالتعاون والتنسيق مع الحكومات في المنطقة والأقاليم الأخرى حول كل ما من شأنه أن يسهم بتحقيق الأهداف المشتركة في هذا تعزيز الأمن الغذائي في المنطقة.

وقد تم تصنيف مملكة البحرين ضمن أفضل 50 دولة في العالم في مؤشر الأمن الغذائي العالمي لعام 2022 (4.83 ميغابايت، 48 صفحة، PDF، باللغة الإنجليزية)، وقد صنف التقرير الذي أجرته وحدة المعلومات الاقتصادية بالأمم المتحدة على 113 دولة من حيث مدى قدرتها على تحمل تكاليف الغذاء وتوافره، جودة الغذاء وسلامته، إلى جانب توافر الموارد الطبيعية واستمراريتها.

فعلى الرغم من الطبيعة الجغرافية والمناخية لمملكة البحرين، إلا أن 99% من سكانها يحصلون على مياه الشرب كما أن لديهم الإلمام الكافي بطرق تخزين الأطعمة وحفظها بأمان. كما أنه لا يتواجد أحد على أرضها يعيش عند مستوى خط الفقر العالمي أو دونه والمقدر بـ 3.20 دولارًا أمريكيًا في اليوم. وفي هذا الإطار سجلت البحرين 75.3 من أصل 100 في جانب الإمدادات الغذائية، بينما كان المتوسط العالمي 60.4 فيما سجلت مؤشر البنية التحتية للري 46.5 نقطة، وهو أعلى بكثير من المتوسط العالمي البالغ 10.6.

وضعت المملكة استراتيجية وطنية للأمن الغذائي ذات رؤية وخطة عمل واضحة لضمان الأمن الغذائي المستدام على المستويين الوطني والإقليمي. كما برزت في مملكة البحرين الممارسات الزراعية البديلة، مثل الزراعة المائية وتنمية الأحياء المائية بشكل متزايد.

وسعت حكومة مملكة البحرين بخطوات جادة نحو تعزيز الأمن الغذائي وتبني المبادرات التي من شأنها رفع مستوى الأمن الغذائي في المملكة ودعم الإنتاج الغذائي الوطني.

كما أولت المملكة أهمية نحو تنويع سلسلة التوريد الخاصة بها في المواد الغذائية، والحفاظ على الأسعار المدعومة لبعض المواد الغذائية، إلى جانب فرض إعفاء من القيمة المضافة على المواد الغذائية الأساسية، وتقديم خدمات حماية المستهلك، ودعم المزارعين المحليين ومصايد الأسماك، بالإضافة إلى جهود المملكة البارزة في توظيف التقنية الحديثة لزراعة المحاصيل، وتعزيز التعاون الدولي.

يعتبر معرض البحرين الدولي للحدائق مبادرة وطنية أطلقتها المبادرة الوطنية للتنمية الزراعية، حيث يهدف المعرض إلى دعم وإبراز قطاعات الزراعة والبستنة بالمملكة، إلى جانب توفير منصة دولية لعرض والتعرف على أحدث الأفكار والابتكارات في الزراعة، والبستنة، والأمن الغذائي، والاستدامة.

ومن ضمن مبادرات المملكة في تحقيق الأمن الغذائي، فقد شهدت الاستثمارات الأجنبية المباشرة (FDI) في مملكة البحرين في مجال الأمن الغذائي نجاحاً ملحوظاً حيث تم إنشاء أربعة مرافق إنتاج متخصصة وتوسيع عشرة مرافق قائمة. كما وقعت البحرين أربع اتفاقيات مدتها ثلاث سنوات في عام 2019 بموجب إطار الأمم المتحدة للتعاون الاستراتيجي والتنمية المستدامة مع منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) معنية بتطوير استراتيجية تنويع الموارد الغذائية الداعمة للأمن الغذائي.

وبهذه الإنجازات البارزة في مجال الأمن الغذائي، تمتاز مملكة البحرين بمكانة مرموقة دولياً في منطقة الشرق الأوسط وخارجها فيما يتعلق بتعزيز الأمن الغذائي.