بناء المهارات في مجالات الذكاء الاصطناعي والتخصصات العلمية والتقنية (STEM)

تلتزم مملكة البحرين بتمكين القوى العاملة والمواطنين من خلال مبادرات شاملة تهدف إلى تعزيز المهارات في مجالات الذكاء الاصطناعي والعلوم والتقنية والهندسة والرياضيات (STEM)، ويأتي ذلك ضمن رؤية الحكومة الأوسع لتنويع الاقتصاد، وتعزيز الابتكار، وإعداد الأفراد بالمهارات اللازمة للنجاح في عالم رقمي وتقني متسارع التطور. وتركز جهود البحرين على عدة فئات رئيسية، بما في ذلك موظفي الحكومة، عامة الأفراد، والمرأة، والشباب.

عامة الأفراد

لضمان إعداد عامة الأفراد بالمهارات اللازمة للنجاح في العصر الرقمي، تطلق البحرين عددًا من الحملات والمبادرات الوطنية التي تهدف إلى زيادة الوعي والمشاركة في تعليم الذكاء الاصطناعي والتخصصات العلمية والتقنية وتشمل هذه المبادرات شراكات مع صندوق العمل "تمكين"، الذي يقدم برامج تدريبية متخصصة في الذكاء الاصطناعي مثل دورات في علوم البيانات، وتدريبات وشهادات في تطبيقات الذكاء الاصطناعي في صناعات محددة مثل التكنولوجيا المالية (FinTech) وتُتاح هذه البرامج لشريحة واسعة من الأفراد، مما يمكنهم من المشاركة في الاقتصاد القائم على التكنولوجيا المتقدمة.

ومن أبرز البرامج المدعومة من "تمكين" الشراكة مع أكاديمية "جنرال أسيمبلي" (General Assembly)، وهي أكاديمية تقنية معترف بها عالميًا تقدم تدريبات متخصصة بقيادة خبراء في مجالات مثل هندسة البرمجيات، تحليل البيانات، تصميم تجربة المستخدم، وتطوير لغة Java وتهدف هذه الدورات إلى تزويد المتعلمين بمهارات عملية جاهزة لسوق العمل تتماشى مع المعايير الدولية.

كما تتعاون "تمكين" مع منصتي "Localized" و"Skills Union"  لتقديم شهادات تدريبية رقمية في مجموعة متنوعة من المهارات، مثل هندسة البرمجيات، ولغة Java ، وهندسة الحوسبة السحابية، وعلوم البيانات، والتسويق الرقمي، وتصميم تجربة المستخدم، وإدارة المنتجات. وتتيح هذه البرامج أيضًا فرصًا للتواصل مع خبراء محليين ودوليين، مما يعزز من فرص الإرشاد والتوجيه المهني.

بالإضافة إلى ذلك، يقدم برنامج Reboot01 ، الذي تم تطويره بالشراكة مع مجلس التنمية الاقتصادية في البحرين (EDB) ويُدار بواسطة Edu01 ، برنامجًا يمتد لعامين لتعليم تطوير البرمجيات بشكل مكثف. ويهدف إلى تدريب البحرينيين ليصبحوا مطوري برمجيات محترفين من خلال التعلم القائم على المشاريع والممارسة العملية في البرمجة.

الشباب

يُعد إشراك الشباب في مجالات الذكاء الاصطناعي والتخصصات العلمية والتقنية حجر الزاوية في استراتيجية البحرين طويلة الأمد لبناء قوة عاملة جاهزة للمستقبل. وتدعم الحكومة مجموعة متنوعة من المبادرات المصممة لإلهام الجيل الجديد وتزويده بالمهارات الرقمية وعقلية الابتكار. وتشمل هذه المبادرات معسكرات تدريب على البرمجة، وورش عمل حول الذكاء الاصطناعي، ومسابقات وطنية في مجالات التخصصات العلمية والتقنية، والتي توفر للطلاب خبرة عملية في تطوير نماذج الذكاء الاصطناعي، والبرمجة، وبناء حلول تقنية.

ومن الأمثلة البارزة على ذلك مسابقة سمو الشيخ خالد بن حمد للابتكار في الذكاء الاصطناعي، وهي مسابقة سنوية تجمع الطلاب من المدارس والجامعات الحكومية والخاصة في جميع أنحاء البحرين لتعزيز الابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي. وتهدف المسابقة إلى احتضان المواهب الشابة المبدعة واختبار قدرتها على بناء مشاريع مبتكرة باستخدام ميزات الذكاء الاصطناعي من Microsoft Azure.

علاوة على ذلك، تواصل البحرين توسيع نطاق التعليم الرسمي في مجالات الذكاء الاصطناعي والتخصصات العلمية والتقنية. وقد قامت جامعتا بوليتكنك البحرين وجامعة البحرين بدمج الذكاء الاصطناعي في مناهجهما من خلال مواد تأسيسية إلزامية، كما تم إطلاق برامج بكالوريوس وماجستير جديدة في تخصصات الذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة، وعلوم البيانات، وغيرها من المجالات ذات الصلة. وتوفر هذه البرامج الأكاديمية مسارات واضحة للشباب لمتابعة دراساتهم المتقدمة وبناء مسارات مهنية في التقنيات الناشئة.

المرأة

تدعم حكومة البحرين المشاركة الشاملة في قطاعات التكنولوجيا والابتكار، وتحرص على إتاحة الفرص للمرأة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتخصصات العلمية والتقنية. وتتوفر المبادرات الوطنية التي تهدف إلى بناء المهارات الرقمية، مثل البرامج والدورات التدريبية المدعومة من "تمكين"، للنساء والفتيات، مما يمكنهن من اكتساب مهارات مطلوبة في سوق العمل والمساهمة في الاقتصاد الرقمي البحريني.

الموظف الحكومي

تدرك حكومة البحرين الأهمية البالغة لتطوير مهارات موظفي القطاع العام في مجالات الذكاء الاصطناعي والعلوم والتقنية والهندسة والرياضيات لضمان مساهمتهم الفعالة في التحول الرقمي. ومن خلال التعاون الاستراتيجي مع مؤسسات وطنية مثل معهد الإدارة العامة، توفر الحكومة مجموعة واسعة من البرامج التدريبية المتعلقة بالذكاء الاصطناعي لموظفي القطاع العام. وتهدف هذه الدورات إلى تعزيز فهمهم لعلوم البيانات، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، والتقنيات المبتكرة في مختلف القطاعات، بما في ذلك الحكومة الإلكترونية والخدمات العامة.

بالإضافة إلى ذلك، يُعد "مختبر الابتكار" التابع لهيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية مبادرة رائدة لدفع عجلة التحول الرقمي وتعزيز ثقافة الابتكار داخل القطاع العام. يركز المركز على تطوير واختبار المنتجات الأولية (MVPs)، ودمج تقنيات متقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وتقنية البلوك تشين والواقع المعزز، وتعزيز التعاون بين الجهات الحكومية. كما يلعب دورًا حيويًا في تحديد التحديات الحكومية، والبحث في التقنيات الناشئة، ودعم مكانة البحرين في مؤشر الابتكار العالمي من خلال تنمية المهارات الرقمية، وتعزيز الحوكمة، ومبادرات المدن الذكية.