برنامج مملكة البحرين للتوأمة الرقمية

رسم خارطة طريق للتعاون الرقمي العالمي

تواصل مملكة البحرين التزامها برؤية مستقبلية طموحة نحو النمو الرقمي الشامل والمسؤول. وفي هذا الإطار، أطلقت هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية برنامج التوأمة الرقمية، وهي مبادرة وطنية استراتيجية تهدف إلى تعزيز التعاون الدولي من أجل نقل المعرفة والشراكة في بناء منظومة مرنة ومبتكرة للخدمات الحكومية.

إن مبادرة برنامج التوأمة الرقمية التي أطلقتها الهيئة تمثل منصة لتبادل الخبرات الدولية ونقل المعرفة بأسلوب ممنهج تستفيد منها الدول والمؤسسات وقادة التحول الرقمي لتحقيق التميز والابتكار وتطوير البنى التحتية الحكومية الرقمية، وذلك من منطلق القيم الراسخة لمملكة البحرين والمبنية على روح التعاون والشفافية والشراكة في النمو الرقمي العالمي. ويعمل البرنامج كمسار تعاوني للحكومات لتبادل الرؤى، ونقل التجارب الناجحة والمشاركة في تطوير السياسات، ومعالجة للتحديات في ظل النمو الرقمي العالمي المتسارع والمترابط.

الرؤية والأهداف
يعكس برنامج التوأمة الرقمية الالتزام والتعاون الاستراتيجي في النمو الرقمي من خلال تعزيز الشراكات بين الحكومات وبناء القدرات وتسريع الابتكار في القطاع العام لدعم مسيرة التحول الرقمي العالمي.

تشمل الأهداف الرئيسية للبرنامج:

  • تعزيز التعاون المستمر بين مملكة البحرين والدول الأخرى في مجال تطوير الحلول الرقمية الحكومية المستدامة والقابلة للتطبيق.
  • دعم أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة على المستوى الدولي، بما في ذلك:
    • الهدف 9: الصناعة والابتكار والبنية التحتية
    • الهدف 16: السلام والعدل والمؤسسات القوية
    • الهدف 17: الشراكات من أجل تحقيق الأهداف
  • تأسيس قناة رقمية مفتوحة لتبادل الخبرات ونقل وتوثيق التجارب الرقمية الناجحة بين الدول بمختلف مستويات النضج الرقمي.
  • توسيع نطاق برنامج التوأمة الرقمية من مبادرة وطنية إلى مركز عالمي للتوأمة الرقمية من خلال الشراكات الإقليمية والدولية.

إن هذا التوجه يعكس نموذجاً من التضامن الرقمي على المستوى الإقليمي والدولي والذي يتبنى مبدأ الشراكة أكثر من التنافسية، وذلك لتحقيق منظومة رقمية شاملة تلبي احتياجات جميع شعوب العالم دون تمييز. 

الركائز الأساسية للتميز: عقدان من الدبلوماسية الرقمية
إن نجاح مسيرة الريادة الرقمية لمملكة البحرين يرتكز على شراكات استراتيجية وتبادل للمعرفة ومشاركات دولية امتدت لأكثر من عقدين من الزمن مع مختلف الجهات المعنية بالحكومة الرقمية، والمنظمات الدولية مثل وكالات الأمم المتحدة، والحكومات الدولية. وقد ساهمت هذه العلاقات في دعم مكانة مملكة البحرين من مستورد للتكنولوجيا إلى مصدّر للخبرات الرقمية من خلال تقديم التوجيه والإرشاد والخدمات الاستشارية الاستراتيجية لعدد من الدول والمؤسسات حول العالم.

التعاون الدولي والمشاركات رفيعة المستوى
يرتكز برنامج التوأمة الرقمية على سجل حافل من جهود التعاون الدولي المستمر مع مختلف المؤسسات والمنظمات الدولية والمؤسسات المعرفية المعنية بتطوير الحوكمة الرقمية العالمية، والتي كان لمملكة البحرين دور محوريًا  بارز في تمكين نقل وتبادل الخبرات والمساهمة في تطوير القدرات الإقليمية والدولية بما يعزز من مستوى التحول والنضج الرقمي العالمي.

وتمثلت تلك الجهود في التعاون المستمر مع المنظمات الدولية مثل إدارة الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة (UNDESA) وقسم الحكومة الرقمية التابع لها، وذلك من خلال مبادرات تبادل الخبرات والسياسات ووضع معايير للممارسات المبتكرة، حيث ساهمت مملكة البحرين في تطوير معايير الخدمات الحكومية الشاملة والخدمات الرقمية وتبني أطر تقنيات الحوسبة السحابية لدعم التحول الرقمي.

كما ساهم التعاون الاستراتيجي المستمر مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) وجامعة الأمم المتحدة (UNU) في توسيع نطاق فرص التعاون في المجال الرقمي مثل توظيف الذكاء الاصطناعي في الخدمات العامة، ومبادرات تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة والابتكار المؤسسي. وتسعى هذه الجهود إلى النهوض بالخدمات الرقمية على المستويات الدولية وترسيخ نهج مستدام يرتكز تطوير الخدمات العامة بما يصب في تحقيق المصلحة المباشرة للمواطنين والمقيمين

ومن منطلق تعزيز الشراكة الإقليمية، فقد شكلت مذكرة التفاهم التي تم توقيعها مع الهيئة العامة للإحصاء في المملكة العربية السعودية (GASTAT) في عام 2023 محطة بارزة في التعاون الإقليمي الخليجي بهدف تعزيز منظومة البيانات الخليجية، وتعزيز الحوكمة المبنية على البيانات، ودعم جهود التنسيق الخليجي في العمل الإحصائي.

وفي بعد دولي، قدمت مملكة البحرين برامج لبناء القدرات للعديد من الوفود الدولية مثل سلوفاكيا وتركمانستان، من خلال نقل المعرفة والتجارب الناجحة حول نماذج البنية التحتية الرقمية، مما يعكس انفتاح المملكة على تبادل الخبرات ومشاركة أفضل التجارب التي لها تأثير عالي والقابلة للتنفيذ.

وتعتبر الشراكة الاستراتيجية مع القطاع الخاص ركيزة أساسية في البرنامج، حيث أن إنشاء أول مركز بيانات إقليمي في الشرق الأوسط في مملكة البحرين من قبل شركة أمازون ويب سيرفيسز (AWS) قد ساهم في توفير بيئة داعمة للمبادرة الوطنية لتبني الحوسبة السحابية. ومع نقل أكثر من 85٪ من الأنظمة الحكومية على السحابة، أصبحت المملكة مصدرًا مرجعيًا في مشاركة هذه التجربة الناجحة مع عدد من الشركاء الذين يسعون إلى فهم النماذج القابلة للتطوير لتقديم الخدمات الرقمية وتحسين مهارات الكفاءات البشرية.

وتمثل التعاون الاستراتيجي مع المؤسسات الدولية مثل البنك الدولي، في الاستفادة من المناقشات المشتركة حول أطر الهوية الشاملة، وأنظمة المصادقة الرقمية، ومنصات خدمات الجيل القادم، بما في ذلك بطاقة الهوية الوطنية المطورة، ونظام المفتاح الإلكتروني المطور eKey 2.0، والتي تشكل جزءا من التزام المملكة ببناء منظومة مترابطة ومتطورة مبنية على احتياجات المواطن من خلال الابتكار الشراكة الاستراتيجية مع أفضل الممارسات العالمية.

مكونات برنامج التوأمة الرقمية
يتكوّن برنامج التوأمة الرقمية من ست مكونات رئيسية مترابطة:

  1. منصة تبادل المعرفة للتوأمة الرقمية
    وهي منصة رقمية مركزية لدعم نقل المعرفة وتبادل النماذج الفنية وأفضل الممارسات بين الدول.
     
  2. الأدوات الاستشارية المشتركة
    وهي أدوات مرجعية قابلة للتخصيص بحسب الحاجة، مبنية على نماذج رقمية مطبقة في مملكة البحرين ومتوافقة مع مؤشرات الأمم المتحدة.
     
  3. تطبيق تجريبي للتوأمة الرقمية مع عدد من الدول
    أطلقت مشاريع تجريبية بالشراكة مع الدول الناشئة والنامية، بما في ذلك تونس وجزر القمر، لدعم تحديث البوابات الرقمية والخدمات الرقمية بما يتناسب مع متطلبات هذه الدول من خلال نقل التجارب الناجحة في مسيرة التحول الرقمي في مملكة البحرين، ومن المزمع أن تكون هذه التوأمة الرقمية التجريبية بمثابة دراسات حالة للدول الأخرى.
     
  4. برنامج الزمالة للتوأمة الرقمية
    سيوفر هذا البرنامج فترة الإقامة لمدة ثلاثة أشهر في مملكة البحرين لعدد من ممثلي الدول، حيث سيتم تزويدهم ببرنامج ممنهج يمتاز بعدة عوامل منها تقديم الاستشارات الفنية، مختبرات تطويرية ووضع النماذج وفقاًً لتجربة البوابة الوطنية Bahrain.bh.
     
  5.  نظام مشترك لقياس مؤشرات الأداء
    سيتم تطوير لوحة بيانات مشتركة لمتابعة الأداء وقياس مستوى التقدم في مؤشر الخدمات الإلكترونية للأمم المتحدة (OSI)، وتعزيز الشفافية وتقديم التقاريرالدقيقة حول مستوى التقدم في جاهزية الدول المشاركة. وتساهم هذه الرؤية المشتركة في تعزيز المساءلة وضمان فاعلية نقل المعرفة.
     
  6. مؤتمرات دولية حول المعرفة والتقارير السنوية
    تنظيم منتدى البحرين السنوي للتوأمة الرقمية، والذي ستستضيفه هيئة المعلومات والحكومة الإلكترونية، بمشاركة ممثلين من الأمم المتحدة وعدد من المسؤولين الحكوميين وصناع القرار وخبراء التحول الرقمي لمناقشة المستجدات ورفع التقارير أبرز التطورات حول مؤشر الخدمات الإلكترونية (OSI) والجهود المشتركة.

خطة العمل
خطة عمل نجاح البرنامج

لضمان الأثر المستدام لمبادرة التوأمة الرقمية، تم وضع خطة عمل تفصيلية متعددة المراحل، تتضمن أبرز المحطات للإنجاز ومؤشرات قياس في كل مرحلة من مراحل التنفيذ.

أولاً: تفعيل التوأمة الرقمية للريادة الإقليمية والعالمية
تشمل هذه المرحلة الأولويات الفورية ومن بينها تطوير نظام تسجيل إلكتروني للدول الراغبة بالانضمام للبرنامج، إلى جانب إطلاق الحملة الترويجية، وإعداد وثائق نقل المعرفة. كما سيتم تنظيم منتدى افتراضي لتبادل الخبرات، إلى جانب توفير تقارير ومواد أساسية لعرض الجاهزية التشغيلية للمبادرة.

ثانياً: تعزيز البنية التحتية الرقمية
تتضمن هذه المرحلة اعتماد البنية الوطنية للخدمات المعيارية، والقائمة على مكونات رقمية مترابطة، إلى جانب إنشاء واجهة للربط الفوري عبر بوابة مركزية موحدة للواجهات البرمجية (API) وسجل شامل للخدمات الرقمية، بما يعزز من قوة البنية التحتية الرقمية الوطنية ومرونتها.

ثالثاً: تطوير محتوى رقمي متعدد اللغات، شامل وسهل الوصول
تشمل هذه المرحلة إطلاق محتوى متعدد اللغات (العربية والإنجليزية) عبر جميع الخدمات الأساسية، وتطبيق معايير الوصول الرقمي  WCAG 2.1 AA، بالإضافة إلى التعاون مع مؤسسات المجتمع المدني لضمان اعتماد المحتوى الشامل وقياس التفاعل المباشر للمستخدمين.

رابعاً: تحسين رحلة العملاء وتجربتهم الرقمية
التركيز على الخدمات الرقمية المترابطة مع دورة حياة العميل بما يساهم في إمكانية تخصيصها وسهولة الوصول لها.  كما أن تحليل تجربة وسلوك العميل سيساهم في تصميم خدمات استباقية، إضافة إلى أن تحليل الاستخدام سيدعم آليات التحسين المستمر للخدمات.

خامساً: الشفافية والتغذية الراجعة والمشاركة العامة
سيتم إنشاء مركز وطني لملاحظات المستخدمين وقياس الأداء، والذي سيكون مدعوماً بالبيانات المفتوحة، وسيتم جمع هذه الملاحظات ومؤشرات الأداء في لوحة بيانات متوفرة للجميع. كما ستتيح بوابات المشورة الرقمية التفاعلية فرصة المشاركة المجتمعية في صياغة القرارات الوطنية.

سادساً: بناء القدرات وترسيخ الثقافة الرقمية
تشمل هذه المرحلة تطوير المهارات الرقمية من خلال برامج تدريب أساسية، ووحدات مصغرة للمهارات الرقمية وتوفير برامج وشهادات احترافية مصغرة، وزمالات للابتكار مصممة للموظفين الحكوميين، إلى جانب إطلاق شبكة المتميزين في الرقمنة للمواطنين لنشر الوعي والثقافة الرقمية.

سابعاً: المتابعة والجاهزية لمؤشر الأمم المتحدة للتوأمة الرقمية
تتضمن خطة برنامج التوأمة الرقمية إطلاق لوحة متابعة مخصصة لمؤشر الخدمات الرقمية (OSI)، إلى جانب تقارير ربع سنوية لقياس مستوى الجاهزية الرقمية، وتهدف هذه الجهود لضمان توافق جاهزية مملكة البحرين والشركاء مع المعايير الدولية المعتمدة. مما يعزز القدرة على التقييم المستمر والتطوير المنهجي.

كما وستنشأ مواقع إلكترونية تفاعلية تُبرز ريادة البحرين الرقمية وتعكس إنجازاتها النوعية في الشراكة على المستوى الإقليمي والدولي. بما يعزز من حضور المملكة كواجهة رقمية متقدمة.

إن مبادرة التوأمة الرقمية تعد استراتيجية واضحة ومبنية على رؤى مستقبلية، حيث لا تقتصر فقط في تعزيز مكانة مملكة البحرين في مجال الحوكمة الرقمية فحسب، بل تساهم بشكل فعال في بناء شراكات إقليمية ودولية لها تأثير كبير على جميع المستويات. ومن خلال خبرتها الممتدة لعقود في الدبلوماسية الرقمية، ونهجها المستمر في التعاون الدولي، وركائزها الثابتة نحو الابتكار، تواصل مملكة البحرين دورها كمحرك للتحول الرقمي، ودعم أفضل الممارسات، لا سيما مساهمتها عنصر رئيسي في دعم أهداف التنمية المستدامة على المستوى الدولي.

الخدمات الإلكترونية

بإمكانك الاستفادة بشكل مباشر و على مدار الساعة من الخدمات الإلكترونية المتاحة لك الانتقال إلى الخدمات الإلكترونية.

دليل الخدمات الحكومية

للاطلاع ومعرفة تفاصيل الخدمات التي توفرها الحكومة عبر مختلف القنوات الاطلاع على دليل الخدمات الحكومية.

تعتبر بوابة البحرين للبيانات المفتوحة منصة متكاملة تعكس التزام مملكة البحرين بالشفافية والابتكار من خلال توفير بيانات حكومية تدعم مبادئ المسائلة واتخاذ القرارات المبنية على البيانات وتوفير فرص الابتكار. من خلال تعزز سهولة الوصول لقوائم بيانات متنوعة، فإن المنصة تدعم المستفيدين من المواطنين، ورواد الأعمال، والباحثين للمساهمة في التنمية الاقتصادية ودعم عجلة التقدم في المجتمع. كما تعد البوابة منصة رئيسية لتعزيز تبادل المعرفة والتنمية الوطنية الشاملة.

تؤمن مملكة البحرين بأن جميع مكونات المجتمع لها دور في عملية تطوير مسيرة التحول الرقمي بالمملكة. لذلك، فإن كل فرد يمكنه المشاركة في عملية التنمية واتخاذ القرارات والمساهمة في التطوير وتقديم المبادرات المبتكرة عبر منصة المشاركة الإلكترونية (شاركنا). ومن خلال هذه العملية التشاركية، فإنه بإمكاننا بناء مستقبل شامل للجميع.

إن التوجه الاستراتيجي لمملكة البحرين واستثمارها في إدارة الأزمات الرقمية، واستمرارية الأعمال والمشاركة المجتمعية تعكس رؤيتها المستقبلية الشاملة والمرنة. من خلال تبني التقنيات المتطورة وتعزيز مبادئ التكافل الاجتماعي والشفافية، فإن مملكة البحرين تبرز كنموذج إقليمي في الاستجابة الفعالة للأزمات وإدارة الكوارث. وتواصل المملكة هذه الجهود المشتركة والمتكاتفة بين الحكومة والقطاع الخاص وأفراد المجتمع لتعزيز مكانة البحرين ونموها في التحول الرقمي.

 

آخر تحديث للمحتوى: ٢٩ يونيو، ٢٠٢٥

هل هذه الصفحة مفيدة لك؟
شاركنا تعليقك حتى نتمكن من تحسين تجربتك.
Go to top
Chat Icon
Complementary Content
${loading}