البيانات الضخمة
أصبحت البيانات تتمتع بأهمية قصوى في القرن الحادي والعشرين تضاهي أهمية النفط في القرن الثامن عشر، إذ تتمتع بإمكانيات عظيمة ما زالت غير مستغلة، وتعتبر حاليًا مكونًا أساسيًا لأي اقتصاد. ونظرًا للتدفقات الهائلة للبيانات في شتّى أنحاء العالم، تم تشكيل عملية لتحليلها وسُميت "البيانات الضخمة". ولا شك أن البيانات الضخمة تمثل إحدى أهم القوى الدافعة لنمو عالم التكنولوجيا في يومنا الحالي. ففي ظل انتشار تقنيات الذكاء الاصطناعي واعتمادها في مختلف جوانب الحياة، ازدادت إمكانيات الاستفادة من البيانات الضخمة إلى حدٍ كبير. وسعيًا للبقاء في طليعة مسيرة التقدّم التكنولوجي وتحقيق الازدهار في المجالات ذات الصلة، تلتزم مملكة البحرين بتعزيز سبل التواصل الرقمي من أجل الارتقاء بنوعية حياة المواطنين وإتاحة مزيد من الفرص الجديدة المثمرة لهم. ومن هنا، تجمع المملكة كميات هائلة من البيانات في كل ثانية من مختلف المنصات مثل شبكات التواصل الاجتماعي وأسواق المال والمواقع الإلكترونيّة، إضافة إلى النُظم الذكية المتكاملة والاستقصاءات والأقمار الاصطناعية. وتتم معالجة هذه البيانات عبر أدوات الذكاء الاصطناعي وتحليلها لاستخلاص الأنماط والرؤى من أجل المساعدة في اتخاذ قرارات مدروسة تساهم في تحسين البني التحتيّة الرقميّة وتعزيز مكانة مملكة البحرين باعتبارها مدن ذكية.
تتألف البيانات الضخمة في المملكة من مجموعة واسعة ومتنوعة من المعلومات مثل البيانات الاجتماعيّة، والاقتصاديّة، والصحيّة، والحكوميّة، وغيرها. وتتميّز هذه البيانات بنموها المستمر والسريع للغاية، حيث إنها غير قابلة للتخزين والتحليل بفاعلية باستخدام النُظم التقليديّة. سعيًا لاستخدام البيانات الضخمة وتحقيق أقصى فائدة منها، يتم توظيف التقنيات الحديثة لمعالجتها مثل التعلّم الآلي والذكاء الاصطناعي والتحليلات الإحصائيّة الضخمة. وتتبلور أهمية البيانات الضخمة في المملكة حول قدرتها على تحسين العمليات واتخاذ قرارات مستنيرة في العديد من المجالات مثل الصحة، والتعليم، والتجارة، والحوكمة.
تعكف الحكومة الموقّرة على إرساء البنية التحتيّة اللازمة لتحليل البيانات الضخمة وتوظيفها بكفاءة، وذلك من خلال تطوير البرمجيات والنُظم المطلوبة لجمع البيانات وتخزينها وتحليلها بشكل آمن وفعّال. ويتم ذلك بالتعاون مع الشركات والمؤسسات الخاصة للاستفادة من خبراتها والتقنيات الحديثة المتاحة في هذا المجال.
مسابقات الهاكثون
تعتبر مسابقات الهاكثون Hackathon من أهم فعاليات المشاركة الإلكترونية المتعلقة بالبرمجة والتكنولوجيا في مملكة البحرين. إذ تتيح للمطورين والمهندسين المهتمين بعالم الحوسبة والبرمجة فرصة قيّمة للاطلاع على أحدث نتائج التقنيات والابتكارات. وتجمع هذه المسابقات تحت سقفها مجموعة واسعة من الخبراء والمتخصصين والمهتمين في شتّى القطاعات، حيث يتم طرح مشكلات أو تحديات تقنيّة ويُطلب من المشاركين التوصل إلى حلول مبتكرة وفعّالة لها. وتشكّل هذه المسابقات فرصة ممتازة لتعزيز مسيرة الابتكار وسبل التعاون بين المؤسسات الحكوميّة والخاصة وهيئات المجتمع المدني والمدارس والجامعات، وتعزيز الوعي التقني وتطوير مهارات الشباب والمهندسين والمطورين في المملكة، فضلًا عن التعرّف على الكفاءات والمواهب الواعدة في مجال التكنولوجيا وتزويدها بالدعم اللازم والأجواء المُشجعة لتنمية مهاراتها وقدراتها الإبداعيّة.
آخر تحديث للمحتوى: ١٣ يونيو، ٢٠٢٣